المشهد النيابي العشرون وآفاق التحديث السياسي

المشهد النيابي العشرون وآفاق التحديث السياسي
٢٣‏/٠٩‏/٢٠٢٤

تقدم الورقة قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية في الأردن، وتتناول الاتجاهات المتوقعة للمشهد النيابي العشرين، وتستقرئ السيناريوهات المحتملة للمجلس القادم في ضوء قانون الانتخاب الجديد، وفي ضوء مسار التحديث السياسي، واختلاف تركيبة المجلس الحالي الجوهرية عما سبقه من مجالس، بالإضافة الى اعتبارات تلازم المسار الإصلاحي في الأردن بالظروف والمعطيات الخارجية، كما حدث في الأعوام 2005، و2012، وما يمكن أن يحدث بفعل الحرب في غزة وتداعياتها على المملكة والإقليم.

 فقد شهدت المملكة الأردنية الهاشمية، إجراء انتخاباتها البرلمانية للمجلس النيابي العشرين بطابع حزبي وفق قانون انتخابي جديد، وحصل فيها حزب جبهة العمل الإسلامي على أكبر عدد مقاعد، يليه حصل حزب الميثاق الوطني، ثم حزب إرادة، فيما تصدر حزب الميثاق الوطني عدد مقاعد الأحزاب عن الدائرة المحلية، يليه بالترتيب حزب إرادة، فحزب جبهة العمل الإسلامي.

الاتجاهات المتوقعة للمجلس الجديد تتلخص في ثلاثة، أولها ثبات تركيبة مجلس النواب، في ضوء ثلاثة محددات، هي الكتل الحزبية التي تجاوزت عتبة 10%، والأحزاب ما دون عتبة 10%، والنواب المستقلين، مع ترجيح احتمال أن يشهد مجلس النواب نوعين من الكُتل النيابية، هي الكتل الحزبية، والكتل البرلمانية في هذا السيناريو، وثانيها هو اتجاه تشكيل تحالفات وائتلافات نيابية، في ضوء محددين اثنين، هما تشكيل أكثرية نيابية، أو تشكيل أقلية معارضة، وثالثها هو اتجاه التركيبة النيابية التي تُبقي من "جبهة العمل" الأكثر فعالية.

أما السيناريوهات المحتملة للمجلس القادم فهي ثلاثة أيضاً، أولها نجاح التجربة والانتقال إلى الخطوة التالية للتحديث، وثانيها النجاح المحدود للتجربة وتعديل قانون الانتخابات، وثالثها تعثر التجربة وتغيير قانون الانتخابات، وكل واحد منها مرتبط بجملة من المحددات الداخلية والخارجية التي تناولتها الورقة بالقراءة والتحليل، مع التوقف عند أهمية المسار المنبثق عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بالنسبة للدولة، في مقابل المحاذير المحيطة بها التي لا تقل أهمية، سواء ما يتعلق منها بسلوك الأحزاب السياسية، أو تلازم المسار الإصلاحي في الأردن بالظروف والمعطيات الخارجية، وتبعات الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية والتصعيد الإقليمي المرافق لها على الأردن، وسعي إيران ووكلائها لتأليب المزاج الشعبي المتعاطف مع قطاع غزة ضد المواقف الرسمية من الحرب، بالإضافة الى موقف جماعة الاخوان المسلمين في الأردن التي ترى أنها حققت أفضل نتائجها الانتخابية في تاريخ المملكة، وفي ضوء ضعف أفرع الجماعة في مختلف دول الإقليم، والانقسام بين المركز والفروع، فقد تُحاول طرح نفسها باعتبارها مركزاً إقليمياً ودولياً بوصفها أقوى فروع الجماعة حالياً، وهو ما يُحذر من جعل البلاد ساحة للنشاط الإسلامي السياسي، أو منطلقاً للتدخل في شؤون وقضايا الدول الأخرى.

التقرير كاملاً
للتحميل