يشهد العالم العربي اليوم تغيرات وتحولات متسارعة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأصبحت معها التحديات أمام صناع القرار في وضع السياسات الصائبة أكثر تعقيداً، وأضحت الحاجة إلى فهمها والاستجابة لها تتطلب منافذ فكرية جديدة وقراءة معمقة للواقع، مما يستدعي العمل على تطوير وتعزيز المنظومة البحثية العربية.
تقدم مراكز الأبحاث لصناع القرار الحلول والاستراتيجيات والبدائل لمواجهة التحديات، وتوفر المعلومات اللازمة في الوقت المناسب وعند الحاجة لها، وتساعد على تحسين السياسات العامة وتحقيق التنمية وتفعيل الدعم والاستجابة للمتطلبات المتغيرة. إن العالم العربي اليوم بحاجة متزايدة لمراكز الأبحاث والفكر بشكل مماثل لنظيراتها في الدول المتقدمة بأدوارها البارزة ومساهماتها المباشرة في رسم التوجهات وصناعة القرار.
إن الكفاءات البحثية في العالم العربي مكافئة كما في العالم المتطور، وتتفوق باعتبارها أكثر إلماماً وإمعاناً في القضايا العربية بأبعادها الثقافية وسياقاتها التاريخية وتفاعلاتها الداخلية والخارجية. وهذه الخبرات لم تَحْظَ بالرعاية والاهتمام اللازميْن للتغلب على تحديات الفضاء البحثي مثل عدم القدرة على التمويل ومحدودية الموارد وغياب الاستقلالية.
وانطلاقاً من كل ذلك وإيماناً بالدور المهم والمؤثر للمراكز الفكرية والكوادر البحثية العربية، انبثقت فكرة تأسيس STRATEGIECS Think Tank في العاصمة عمّان منذ عام 2018، بتوجيه وإشراف مباشر من الريادي حسن إسميك؛ بهدف تقديم أوراق ومساهمات بحثية تحليلية واستشرافية إلى المهتمين بهذا الشأن، استناداً على آراء الخبراء والمختصين في الشؤون السياسية والاقتصادية بشكل موضوعي وحيادي ويحظى بالاستقلالية، من أجل فهم التحديات والفرص وبالتالي الوصول إلى رؤى وحلول استراتيجية وتوصيات قابلة للتطبيق.
ويتسم المركز بقدرته السريعة على الاستجابة - بسبب تحليلاته المواكبة للأحداث الراهنة - في بيئة غير مستقرة نسبياً ما يجعله قادراً على فهم العمق الاستراتيجي للمنطقة بشكل متكامل وأكثر شمولية.
كما ويسعى المركز إلى دعم حركة البحث العلمي في المنطقة العربية من خلال تبادل المعرفة والخبرات البحثية مع مراكز الأبحاث الأخرى، وتعزيز أطر التعاون البحثي المشترك.
آملين من خلال هذه الجهود والمساعي أن نعزز فكرة الاستقرار في العالم وفي المنطقة، بشكل نثبت فيه أنه من الممكن زيادة الاعتمادية على المراكز البحثية العربية وتعزيز الثقة بها وبالتالي إيلائها المزيد من الاهتمام من قبل الجهات المعنية.
حازم سالم الضمور

