ماذا حدث؟
في هجوم واسع النطاق ضربت موجة من الهجمات الصاروخية التي أطلقتها على ما يبدو قاذفات استراتيجية روسية في بحر قزوين والبحر الأسود، العاصمة الأوكرانية كييف في أول استهداف لها منذ يونيو الماضي، بالإضافة إلى مدن أوكرانية رئيسية أخرى من لفيف في الغرب، وصولاً إلى ميكولايف الساحلية في الجنوب وخاركيف في الشمال الشرقي.
تتزامن سلسلة الهجمات، في أعقاب الانفجار الضخم الذي استهدف (جسر كيرتش) في 8 أكتوبر، وهو جسر حيوي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، والذي اتهم بوتين بضلوع "أجهزة المخابرات الأوكرانية" بتنفيذه، وتأتي بعد عدة أيام من تعرض 3 خطوط بحرية من نظام نورد ستريم لأضرار "غير مسبوقة" يُعتقد أنها نتيجة تخريب "متعمد".
وجاء الرد الروسي متزامناً مع تعيين سيرغي سوروفيكين، قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا، والذي يمتلك تاريخاً في إدارة الصراعات والتدخلات، بدءً من الصراع في طاجيكستان، فالحرب الشيشانية الثانية، وصولاً إلى قيادة القوات الروسية في سوريا عام 2015.
على مدى الشهور الماضية، اقتصرت الضربات الروسية على الأهداف العسكرية في أوكرانيا فحسب، لكن ما حدث يوم الإثنين الموافق 10 أكتوبر، استهدف بنى تحتية حيوية وفقاً للسلطات المحلية؛ أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي، وتعطل خدمة الإنترنت عن بعض المدن.
نقطة الانعطاف؛ تتمثل في استخدام روسيا لضربات صاروخية طويلة المدى، عبرت بعضها المجال الجوي لمولدافيا، واستهدفت بنى تحتية حيوية أوكرانية، ما يُشير إلى أنه لم يعد هناك خطوط حمراء في الحرب، وأن الأيام القادمة ستشهد اتساعاً في نطاق "بنك الأهداف"، لا سيما مراكز صنع القرار في كييف، بالإضافة إلى أن الهجمات تحمل رسائل لدول الناتو بأن السلاح الروسي يُمكن أن يعبر أيضاً مجالها الجوي وليس مساعداتها العسكرية لأوكرانيا فحسب.