طالبان الحاكمة: تحديات داخلية وأهداف جيوستراتيجية
الملخص التنفيذي
تحتل الأنباء الواردة من أفغانستان صدارة اهتمام العواصم الدولية، لما أحدثته طالبان من سيطرة على الجغرافية الأفغانية وتشكيل نقطة تحول في هذا البلد الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من ارتدادات للتوتر الدولي، وفي الوقت عينه لما يدور في أفغانستان من ارتدادات على السياسة الدولية، سواء في انهيار الاتحاد السوفييتي أو في الحرب على الإرهاب.
وهذه الورقة البحثية المعنونة بـ"طالبان الحاكمة: تحديات داخلية وأهداف جيوستراتيجية" توجز أهم التحديات "المحلية" التي ستواجه الحركة في إقامة حكم مستدام ومستقر، وهي تحديات في معظمها مستجدة ولم تعتد الحركة على التعامل معها، فطوال وجودها كانت مجرد حركة مقاومة مسلحة ولم تكن جسم سياسي معنيّ بالشرعية السياسية والدولية، مما ساهم في تغيير منطقها وهذا يمثله ما يجري الآن إلى حدٍ ما، وأوجزت الورقة هذه التغيرات بالمقارنة مع طالبان 1996 إبان سيطرتها على الحكم.
يستعرض ثاني أجزاء الورقة طالبان في المنظور الجيوستراتيجي ذي التنافسية الحادة بين واشنطن من جهة وبكين وموسكو من جهة أخرى، حيث تعد أفغانستان إحدى أكبر دول آسيا الوسطى المطلة على الشرق الأقصى وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، كما يعد إقليم آسيا الوسطى حلقة وصل ما بين الشرق الأوسط والأقصى، ما يلقي بظلاله على أفغانستان من حيث خطر الجماعات الإرهابية والتنافس الاقتصادي على جيوسياسيتها وثرواتها.
واختتمت الورقة في تبيان أهمية حصول الحكومة التي تقول طالبان أنها تعمل على تشكيلها مع مختلف الأطراف على اعتراف دولي، والذي سيظل رهناً بمدى قدرة الحركة على اثبات حسن نيتها في قطع علاقتها مع ماضيها وفي بناء واقع جديد بعيداً عن قوى الإرهاب والتطرف.
ستراتيجيكس
فريق تحليل السياسات