ملاحظة المحرر: نشرت هذه العدسة في وقت سابق لإلغاء القمة الرباعية في عمّان، ولا يؤثر ذلك في المضامين التحليلية الواردة
ماذا حدث؟
يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة غير عادية يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر 2023، إلى الأردن وإسرائيل. حيث يعتزم الاجتماع بالقادة الإسرائيليين، قبل التوجه إلى الأردن التي تستضيف قمة رباعية تجمع بايدن مع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
نظرة عن كثب:
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، في ظروف غير مسبوقة، إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بشكل أساسي، وفي ظل محاذير عدة تُحيط بالزيارة. من جهة المخاطر الأمنية التي تُحيط بكبار الشخصيات والوفود الدبلوماسية القادمة إلى إسرائيل، إذ اضطر العديد من الدبلوماسيين للاحتماء في الملاجئ، من بينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك؛ إثر رشقات صاروخية أطلقت من غزة باتجاه تل أبيب.
يُرافق الزيارة، كثافة في التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي، إذ يتحدث بايدن بوتيرة عالية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلاً عن الوفود الأمريكية رفيعة المستوى التي وصلت تل أبيب منذ صباح السابع من أكتوبر، من بينها زيارتين لبلينكن، وواحدة لوزير الدفاع لويد أوستن، وكذلك قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا. إلى جانب إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ووضع نحو 2000 جندي أمريكي في الشرق الأوسط في حالة من الاستعداد.
نقطة انعطاف!
يتضح مما سبق؛ أن واشنطن تُدرك موقف واحتياجات تل أبيب، ولا يستدعي التنسيق المشترك زيارة رئاسية؛ ما يُشير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ قادم لطرح ترتيبات جديدة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مضمون القضية الفلسطينية، ورُبما في شكل الشرق الأوسط، ويدعم هذا التحليل حجم التعزيز العسكري الأمريكي في المنطقة، والذي يتجاوز ما تمثله قدرات الفصائل الفلسطينية من تهديدات ومخاطر.
وبذلك فإن ما سيقدمه بايدن أثناء زيارته قد يتمحور حول ملف التهجير مقابل تقديم امتيازات مالية واقتصادية. وهو ما يترتب عليه تداعيات مهمة على مستقبل المنطقة. الأمر الذي يتطلب سماع وجهات نظر قادة الأردن ومصر، خاصة وأن الدولتين مستمرتين في التحذير من الحلول التي تتجاوز نطاق الضفة وقطاع غزة الجغرافي وفي مقدمتها خطط تهجير الفلسطينيين.