طوفان الأقصى | الصراع الفلسطيني الإسرائيلي | الحرب على غزة | وحدة الساحات
مسارات استراتيجية "وحدة الساحات" في الحرب بين حماس وإسرائيل
لا يزال الموقف الصادر عن إيران وحلفائها يتراوح بين التهديد الإعلامي والخطابي، والتصعيد التكتيكي المنضبط، لكن تبقى إيران وجميع مكونات ما يُطلق عليه "محور المقاومة" معنيون بشكل مُباشر في الحرب الدائرة في غزة، وعليه تسعى هذه الورقة لمُقاربة مواقف المحور تجاه الحرب ومسارات انخراطه المحتملة فيها.
الكاتب حازم سالم الضمور
- تاريخ النشر – ٢٥/١٠/٢٠٢٣
منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، اتجهت أنظار العالم نحو موقف إيران وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني، وتحديداً تجاه احتمالات أن يكون الهجوم الذي نفذته الحركة ضد المستوطنات والقواعد العسكرية في غلاف غزة، هو مرحلة أولى من مخطط أوسع يشمل جميع مكونات ما يُطلق عليه "محور المقاومة" وتطبيقاً عملياً لاستراتيجية إيران المُسماة بـ"وحدة الساحات". وعلى الرغم من نفي طهران تورطها أو علمها المُسبق في الهجوم إلا أنها ومنذ اليوم الأول له تُلوح عبر مسؤوليها ووكلائها بالمُشاركة والتصعيد. وعبر هذه المُقدمة تسعى الورقة لمُقاربة مواقف المحور تجاه الحرب ومسارات انخراطه المحتملة فيها.
مقاربة مواقف "محور المقاومة" تجاه الحرب
تتماثل روايات إيران وشركائها تجاه الحرب الدائرة في غزة ومحيطها، فقد سارعت جميعها إلى مُباركة الهجمات التي نفذتها حركة حماس في مناطق غلاف غزة، وقد صاحب تعمق الحرب تصعيداً في خطابات إيران وشركائها ليس ضد إسرائيل فحسب، بل تجاه الولايات المتحدة أيضاً، خاصة منذ أن أعلنت عن إرسال حاملتي طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط. إذ نظرت إيران أن التعزيز العسكري الأمريكي يمثل تهديداً مباشراً على أمنها ومصالحها أكثر ما يهدف إلى المساهمة في مجريات الحرب ضد حركة حماس.
ونجد أن طهران وجميع شركائها، قد أعلنت في وقت سابق استعدادها لتوجيه هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة إذا ما تدخلت الأخيرة في الحرب بشكل مُباشر، فقد سلمت إيران إلى إسرائيل رسالة عبر الأمم المتحدة، تحذر فيها من تدخلها إذا استمرت العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى احتمالية "التحرك الوقائي" من قبل "محور المقاومة" في الساعات المُقبلة. كما هدد زعيم حركة أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي، بإطلاق طائرات مُسيرة وصواريخ إذا ما تدخلت الولايات المتحدة في الحرب، وهدد رئيس الحكومة التابعة لـ"الحوثيين" عبد العزيز حبتور، أنهم سيقومون باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فيما هددت منظمة بدر في العراق والتي تشكل جزءا من الحشد الشعبي، باستهداف المصالح الأمريكية، وكان الناطق باسم كتائب حزب الله العراقية جعفر الحسيني قد هدد كل القواعد الأمريكية في العراق.
وفي الواقع؛ يُمكن رصد محاولات إيران وشركائها إثبات جدية تهديداتهم، حيث يشهد الشريط الواصل من جنوب لبنان إلى القنيطرة السورية، كثافة في انتشار الجماعات المُسلحة، وقد كشفت "فيديوهات" نشرها قادة من الحشد الشعبي العراقي، عن تواجدهم في منطقة الناقورة الواقعة في أقصى الجنوب اللبناني على الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل. وفي الداخل السوري أطلقت الجماعات المسلحة لثلاث مرات على الأقل مقذوفات تجاه المستوطنات الإسرائيلية بهضبة الجولان. بالإضافة إلى عودة الهجمات ضد الوجود الأمريكي في سوريا والعراق بعد هدوئها النسبي طوال الشهور السابقة، حيث شهدت القواعد العسكرية الأمريكية هجمات بطائرات مسيرة من قبل مجموعة جديدة تُطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، إلى جانب هجمات أخرى ضد قوات التحالف الدولي في سوريا، طالت قاعدة التنف، والقوات الأمريكية في حقل غاز كونيكو شمال شرق دير الزور. وفي السياق ذاته جاء إعلان البنتاغون عن اعتراض صواريخ كروز وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون في اليمن ويعتقد أنها كانت موجهة إلى إسرائيل بمثابة رسالة واضحة لما سيكون عليه شكل التصعيد الإقليمي حال استمرار الحرب.
مع ذلك؛ فإن وتيرة التصعيد الذي تشهده الحدود اللبنانية الإسرائيلية تُعد هي الأعلى دون غيرها، وأن حزب الله اللبناني يُظهر جدية أكبر في تهديد إسرائيل، إذ يؤدي الحزب دوراً مُباشراً في دعم حركة حماس عبر مشاغلة الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية بتصعيد تكتيكي "منضبط" حتى اللحظة، في مُحاولة على ما يبدو للتأثير في الحسابات الإسرائيلية تجاه التدخل البري في قطاع غزة، وإبقاء الحرب حدثاً رئيسياً على المستويين الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى محاولاته إضفاء الغموض على حالة الجبهة الشمالية، من خلال تحييد المساندة الإلكترونية عن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عبر تدميره للعديد من مواقع المراقبة الإلكترونية من كاميرات ورادارات، ما دفع الاستخبارات الإسرائيلية وفقاً لتقارير عسكرية إلى الاعتماد على الطائرات دون طيار لمواصلة مراقبة الحدود الإسرائيلية اللبنانية عن كثب.
مسارات التصعيد والمشاركة لـ"محور المقاومة"
لا يزال الموقف الصادر عن إيران وحلفائها يتراوح بين التهديد الإعلامي والخطابي، والتصعيد التكتيكي المنضبط، لكن تبقى إيران وجميع مكونات ما يُطلق عليه "محور المقاومة" معنيون بشكل مُباشر في الحرب الدائرة في غزة. وبالنظر إلى طبيعة الحرب المُتغيرة وكثافة أحداثها اليومية، فإن حسابات إيران وحلفائها تجاه الحرب قابلة للتغير وهي على مفترق طرق بين التصعيد أو الهدوء. فإذا ما شكلت الحرب خطراً وجودياً على الفصائل في قطاع غزة، فذلك قد يدفع حزب الله اللبناني وغيره من جماعات المحور إلى توسيع انخراطهم، ما قد يؤدي إلى فتح كامل الجبهات على حرب إقليمية، فيما يمكن استبعاد هذا الاحتمال حال وضعت الحرب أوزارها أو خفت حدتها، أو أقدمت الفصائل الفلسطينية على مفاجئات جديدة ضد الجيش الإسرائيلي في المعارك البرية إن حدثت. وبشكل عام تبقى مسألة توسيع الجبهات خاضعة لمسارات ثلاث وهي:
المسار الأول: بقاء وتيرة المشاركة تكتيكية منضبطة
إن الحفاظ على الحالة القائمة منذ اندلاع الحرب وحتى اللحظة، من خلال استهداف حزب الله المحدود، للمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مع الإبقاء على دور داعم للفصائل الفلسطينية في لبنان وتمكينهم من القيام بعمليات ضد إسرائيل سواء بإطلاق الصواريخ أو محاولات التسلل. يعني ذلك الحفاظ على نطاق جبهة الاشتباك الراهنة بين حزب الله وإسرائيل، والممتدة على طول المسافة الواصلة من الناقورة إلى كفر شوبا.
إن هذه الوتيرة من المشاركة، تعد بمثابة الأمر الواقع للحزب في ظل المحددات الداخلية والخارجية التي تُقيد انخراطه في الحرب، وفي مقدمتها أن الدولة اللبنانية تمر بأزمة اقتصادية خانقة، وقد لا تكون قادرة على تحمل أي دمار يطال بنيتها التحتية أو مرافقها الخدمية، بالإضافة إلى أن العديد من التيارات السياسية اللبنانية لا تنفك تُحذر من خطورة الانخراط في حرب غير لبنانية في الأساس، خاصة وأن لبنان وإسرائيل حققتا انجازاً مؤخراً في توقيع وثيقة اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ما يُتيح لبيروت التنقيب عن النفط والغاز في حقل قانا البحري.
من جهة أخرى؛ تبدو المؤشرات القادمة من إيران تدل على نيتها الحفاظ على مستوى منخفض من التصعيد، خاصة وأن "رموزها" العسكرية لا تزال غير ظاهرة في المشهد، وفي مقدمتهم إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فيما صدرت أغلب التصريحات والتهديدات من وزير الخارجية الإيراني، والتي في معظمها مضامين أيديولوجية اعتاد العالم سماعها منذ العام 1979، وتعد رسالة إلى دول العالم والمنطقة أن طهران تتبنى نهجاً دبلوماسياً عبر الدفع بوزير الخارجية لتسيد المشهد. وبذلك فإن إيران وحلفائها يلجؤون إلى ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الجوار، والتي يندرج من ضمنها التصعيد الخطابي والتظاهرات والاعتصامات كما في اعتصام المئات من مناصري الحشد الشعبي عند الحدود العراقية الأردنية والمطالبة بإنهاء الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
المسار الثاني: ارتفاع وتيرة التصعيد في الجبهات الأمامية
إن التصعيد التكتيكي المنضبط الذي يمارسه حزب الله، والتعزيزات التي تشهدها مناطق الناقورة في الجولان، قد يُفضي إلى اشتباك واسع على طول الجبهة الأمامية؛ والتي نعني بها خطوط التماس المُباشر ما بين إسرائيل والجماعات المسلحة المدعومة من إيران، سواء في الضفة الغربية أو لبنان أو سوريا. ومن المرجح أن يبدأ نطاق الاشتباك بالتوسع في ضوء ثلاث معطيات رئيسية وهي:
1- التدخل البري في قطاع غزة.
2- تشديد الضغط لتهجير سكان غزة نحو مصر.
3- تشكيل خطر وجودي على حركة حماس.
من شأن حدوث واحدة من تلك المعطيات أن ترفع من وتيرة التصعيد من مستوى منضبط إلى حالة اشتباك واسع. ويُمكن ملاحظة التطورات السريعة التي تشهدها الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من بينها إخلاء الحكومة الإسرائيلية لـ 14 مستوطنة جديدة على الحدود ليرتفع العدد الإجمالي المستوطنات التي تقرر إخلاؤها إلى 43 مستوطنة، وإعلان الجيش الإسرائيلي أن الحدود مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة تمتد حتى عمق 4 كيلومتر داخل إسرائيل، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في وتيرة الهجمات التي يُنفذها حزب الله والرد عليها بالمقابل من الجيش الإسرائيلي، وهذه الاشتباكات المستمرة وفق قاعدة "الهجمة والهجمة المقابلة"، تبقى الوضع أكثر عرضة للتصعيد إلى حرب مفتوحة. ومن بين أحدث المؤشرات على توحيد الساحتين الفلسطينية واللبنانية في الحرب القائمة هو إعلان حزب الله عن اجتماع أمينه العام حسن نصر الله، مع كل من زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وينم ذلك عن دخول الأطراف الثلاث مرحلة التنسيق المشترك والعلني.
علاوة على ذلك؛ فإن مخاطر التصعيد تنتقل إلى الساحة السورية وتحديداً في محيط هضبة الجولان، وتُشير المعطيات أن طهران تعيد نشر الفصائل المسلحة الحليفة لها في سوريا، وأشارت تقارير ميدانية أن عناصر من حزب الله يتمركزون في مواقع عسكرية شمال غربي درعا وفي محافظة القنيطرة، وقد وصلتهم تعزيزات من طائرات مسيرة وصواريخ فجر إيرانية الصنع، وما يعكس قلق إسرائيل من التحركات الإيرانية في سوريا، هو استهداف تل أبيب مطاري حلب ودمشق، وإخراجهما من الخدمة في 22 أكتوبر، للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب حيث أعلنت إسرائيل على غير العادة عن مسؤوليتها في "تدمير" مطار حلب الدولي في 14 أكتوبر، وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي قد حمل إيران المسؤولية عن استهداف إسرائيل للأراضي السورية.
وصحيح أن هذا الاحتمال يرفع من رقعة الحرب، لكنه يُبقيها دون عتبة الصراع الإقليمي، وهو سيناريو قد يكون مقبولاً بالنسبة لإيران، حيث يُجنبها الانخراط المُباشر، وقد لا يستدعي التدخل الأمريكي المُباشر في الحرب، ويُلبي في الوقت نفسه توقعات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومطالبات الرأي العام تجاه ما يطلق عليه "محور المقاومة".
المسار الثالث: تطبيق وحدة الساحات واندلاع حرب إقليمية
يعد تطبيق وحدة الساحات في الحرب بمثابة السيناريو الأسوأ لما قد تؤول إليه مجريات الحرب الدائرة في غزة ومحيطها، لأن ذلك يعني امتداد الصراع من نطاق جغرافي ضيق إلى الإقليم الأوسع، وإن طرح هذا الاحتمال ممكناً في حال كانت إيران قد خططت لهجمات حماس منذ البداية، ووضعتها ضمن استراتيجية أوسع لتطبيق استراتيجيتها المُسماة بـ"وحدة الساحات"، وأن هناك مراحل أخرى قادمة، وجبهات جديدة تتوسع بشكل تدريجي ووفق المعطيات الميدانية للحرب. ومنذ اليوم الأول يُدرك المتابع للمنصات الإعلامية الإيرانية أو تلك التابعة لأحد شركائها، محاولتهم الإشارة إلى عمق انخراطهم أو اطلاعهم المسبق على الهجمات، وقد نشرت بعض منها معلومات وصور حصرية لمنشآت في الداخل الإسرائيلي طالتها الهجمات؛ لكن يصعب التأكد من مصداقيتها حيث لم تُفصح حماس أو إسرائيل بمعلومات حولها، كما تهدف هذه المنصات على الدوام إلى بث رسائل مشفرة، تُنذر بمفاجآت قادمة، وجبهات جديدة.
من جهة أخرى؛ يلحظ المُراقب للمنصات الإعلامية التابعة لإيران أو أحد شركائها، أنها قد وحدت مؤخراً من تسمياتها للفصائل المُقاتلة في الحرب، إذ تُطلق على حركتي حماس وحزب الله اسم "المقاومة الإسلامية"، في الوقت عينه الذي تم تشكيل فصيل جديد في العراق، باسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، ويتبنى معظم الهجمات ضد القوات الأمريكية، وهذا الفصيل يُمكن اعتباره بمثابة غرفة عمليات مشتركة لكافة الفصائل المسلحة في العراق وسوريا، بحيث أن الهجمات التي ينفذها هي جهد مشترك لكافة تلك الفصائل.
وسواء كانت تلك الرسائل جزء من حرب نفسية أو خلاف ذلك، إلا أن هناك تناسب ما بين ارتفاع وتيرة التهديدات، وتنفيذ الهجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة. فقد اتسع نطاق العمليات بالفعل وأصبح يشمل إلى جانب لبنان كل من اليمن والعراق، ما قد يُشير أن إيران تهيئ مختلف ميادينها للانخراط بشكل أوسع وبمشاركة كاملة. وتدلل المعطيات السابقة أن إيران بدأت خطوات جدية في طريقها لتوحيد الساحات، عبر توحيد مختلف فصائلها تحت مرجعية عملياتية واحدة.
وأخيراً؛ فإن "وحدة الساحات"، يعني تنسيق الأدوار ما بين جميع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وفي مختلف الجبهات سواء في لبنان، أو العراق، أو اليمن، أو سوريا. وبينما وجه الحوثيون هجومهم الأول وتستمر بعض الكيانات الجديدة في العراق مهاجمة الأهداف الأمريكية، إلا أن أدوارهم لا تزال تقتصر على الإسناد دون الانخراط الكامل في الحرب. إذ يترتب عن مشاركتها تداعيات واسعة ليس على تلك الفصائل فحسب، بل على دولهم أيضاً، خاصة وأن العديد منها هو جزء من هياكل الدولة الرسمية كما في حالة الحشد الشعبي الذي ينضوي في القوات الرسمية. ولذلك تم الدفع بكيان تم إنشاؤه حديثاً وهو "المقاومة الإسلامية في العراق"، حتى يحمي الفصائل المدعومة من إيران من المسائلة القانونية أو تلقي الهجمات العسكرية المضادة.
أما فيما يخص مسار الحرب الشاملة وانتهاء مراحل التكتيك المنضبط، ربما يسعى المراقبون إلى تجاهل نظرية "الفيل في الغرفة" والنظر إلى الحرب على أنها سيناريو "بجعة سوداء"؛ لاعتقادهم أن جميع الأطراف تحاول عدم الانزلاق في حرب مفتوحة.
حازم سالم الضمور
مدير عام المركز/ باحث متخصص في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية