صورٌ من نبذ التعصّب في الحضارة الإسلامية

التراث في أبسط تعريف له هو السجلّ الكامل للنشاط الإنساني في مجتمعٍ ما على مرِّ عصور طويلة، وهذا السجلّ التراثي قد يكون شعراً، أو نثراً، أو اختراعاً علمياً، أو لوحة تشكيلية، أو أقصوصة أسطورية، أو مثالاً شعبياً، أو تقليداً عائلياً

الكاتب حسن إسميك
  • تاريخ النشر – ٢٥‏/١٢‏/٢٠٢٣

لماذا نفخر بماضينا المنفتح والمتسامح ونرفض أن يكون حاضرنا مثله؟

التراث في أبسط تعريف له هو السجلّ الكامل للنشاط الإنساني في مجتمعٍ ما على مرِّ عصور طويلة، وهذا السجلّ التراثي قد يكون شعراً، أو نثراً، أو اختراعاً علمياً، أو لوحة تشكيلية، أو أقصوصة أسطورية، أو مثالاً شعبياً، أو تقليداً عائلياً... باختصار: هو التراكم التاريخي المتعدد المشارب، سواءً كان ثقافياً أم أدبياً، اقتصادياً واجتماعياً أم سياسياً، بل ويكون معمارياً أيضاً، ويشكل هذا التراكم هُوية كل مجتمعٍ وخصوصيته التي تميّزه عن باقي المجتمعات.

إن أصل كلمة تراث في اللغة من مادة (ورث) التي تدور حول «ما يتركه الإنسان لمن بعده»، أما اصطلاحاً، فهو مجموع الماديات والروحيات التي تصاحب الأمة على مدار تاريخها، وهو نتاج جهد إنساني متواصل قامت به جموع الأمة عبر التاريخ، وعبر التعاقب الزمني، أصبحت هذه الحصيلة المسماة "التراث" تشكل مظاهر مادية ونفسية، ونمطاً في السلوك والعلاقات وطريقة في التعامل والنظر إلى الأشياء.

وعندما نتحدث عن "التراث الإسلامي"، فأول ما يخطر في بالنا هو النصوص الدينية وعلوم الفقه والتفسير والحديث، وإذا ما مررنا بالعموم على هذا الموروث، لوجدنا أن التسامح والانفتاح على الآخر المختلف بالعقيدة والانتماء، كان سمة سائدة منذ زمن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، مروراً بزمن الإسلام الأول وبعده الأمويون والعباسيون.

كثيرةٌ هي القصص التي تُعدّ صوراً مشرقة عن التسامح، وليس أشهرها موقف النبي الكريم مع وفد نجران المسيحي. ففي السنة العاشرة للهجرة، وَفَدَ على النبي ﷺ جماعة من نجران من النصارى، دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فحانت صلاتهم، فقاموا يصلون في المسجد، وأراد الناس منعهم، فقال ﷺ: "دعوهم"، وناقشهم في الدين بالتي هي أحسن.

سار الخلفاء الراشدين على نهج الرسول ﷺ في التسامح والانفتاح، فعاملوا غير المسلمين معاملة حسنة، وكفلوا لهم حقوقهم. ومن القصص الشهيرة هنا أيضاً قصة فتِح بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب t صلحاً دون قتال، وكتب لأهلها: "إنّي قد أمّنتكم على دمائكم وأموالكم وذراريكم وصلاتكم وبيعكم، ولا تكلّفوا فوق طاقتكم، ومن أراد منكم أن يلحق لأمنه فله الأمان، وأنَّ عليكم الخراج كما على مدائن فلسطين"، وأعطى الأمان للبطريرك صفرونيوس ولجميع رعايا الكنيسة، وشمل هذا العهد الأماكن التي يرتادونها من الكنائس والمغارات.

ولا بد في هذا السياق أن نمرّ على الأندلس زمن حكم المسلمين لها، ففيها عاش المسلمون والمسيحيون واليهود في سلام ووئام. وقد ازدهرت العلوم والفنون في ظل الحكم الإسلامي في الأندلس، وكان المسلمون والمسيحيون واليهود يسهمون جميعاً في هذه النهضة العلمية والفنية.

بالطبع، لا تقتصر كلمة (تراث) على ما هو ديني أو شرعي فقط، بل يكادُ معناه يضمُّ كل ما خلَّفه لنا المسلمون عبر العصور من أعمال ومؤلّفات وكتب ونظريات وعلوم، بلغة العرب وبسائر اللغات الأخرى، في أرض العرب وفي شتى بقاع العالم.

إنّ معظم ما يضمه التراث الإسلامي يتمثل في المكتبة العربية التي بدأت إرهاصاتها الأولى عندما قامت حركة التدوين في القرن الهجري الأول، ثم انتقلت إلى التصنيف في القرن الثاني، وتابعت النمو والازدهار في ما تلا من قرون، فهو إذن يُعدُّ مكوناً من مكونات الفكر والوجدان والسلوك، وله فعله وتأثيره في الحاضر.

ومما لا شكّ فيه أن الحضارات لا تنشأ من عَدَم، ولا تولد من فراغ، فهي في تناسخ وانتقال عبر حقب التاريخ، وما يكفل لها الازدهار هو حرية الفكر والإبداع، في حين أن ما يُجهض أي ولادة لفكر جديد هو التزمُّت والانغلاق وعداء الآخر من باب كونه غريباً لا يتماثل معنا. ولو لم يجد المسلمون قاعدة فلسفية وفكرية في ما وصل إليهم من علوم الأمم التي سبقتهم، لما استطاعوا بناء أحجار الحضارة الإسلامية، ولولا قيم التسامح التي اتّسم العرب بها قديماً، لمَا وَصَل إلينا ما عدَّهُ العرب والغرب حضارةً ذهبية وأساساً لشتى العلوم الحديثة.

لقد جاءت رسالة الإسلام لتدعم تعايش الإنسان مع أخيه الإنسان، وتكفل وحدة المجتمع وتماسكه باحترام ثقافة وعقيدة الآخرين. فكما أخذ المسلمون من غيرهم، كذلك سمحوا للعلماء من غير العرب أن يسهموا في إثراء المكتبة العربية بأنواع الكتب والعلوم والفنون، فأسلافنا هم السبّاقون في ميادين العلوم المختلفة، ويُحفظ لهم أنهم نقلوا المعارف المختلفة عن غيرهم من الأمم بعد أن أخضعوها لمقاييس العقيدة عبر فكر منفتح وقلب بصير، فخاضوا غمار المعرفة الإنسانية، ومهّدوا سُبلاً شتى لتتقدم مواكب الحضارة من خلالها، فكتاب "إسهام علماء المسلمين في الرياضيات" يؤرخ لبداية عناية المسلمين بالأنشطة الذهنية وحجتهم في ذلك، فقد كان الأساس دينياً، وهو حاجة المسلمين للرياضيات ووسائلها الهندسية لتحديد اتجاه القبلة، والحاجة إلى الجبر لحساب المواريث والفرائض، وإلى الفلك لتحديد بداية شهر رمضان، ولتحديد الأيام المهمة الأخرى ذات الصبغة الدينية. وعُدّ ما حققوه في هذا المجال من إنجازات الأساسَ الذي قام عليه التقدم العظيم الذي عرفته العلوم في أوروبا ثم أمريكا.

إنّ ما ينطبق من قول على علوم الرياضيات والفلك، ينطبق كذلك على الطب؛ حيث سار على ذات الخُطا ومرّ بالأدوار نفسها، فقد أخذ العرب علم الطب عن اليونان والهند، وبخاصة جالينوس وأبقراط –أكبر طبيبين عرفتهما العصور القديمة، وجَمَعَا بين المذهب اليوناني المزاجي والمذهب الهندي النفساني الروحاني إضافة إلى المذهب التجريبي الشخصي. ولم تتوقف العلوم في أرض العرب، بل منها سارت إلى أوروبا، سواءً عن طريق إسبانيا أو فرنسا أو صقلية وإيطاليا، أو من خلال الحروب الصليبية ورحلات الأطباء. فتواجُد المسلمين في الأندلس لقرابة ثمانية قرون، كان له الأثر الأكبر في انتشار العلوم في العالم الجديد، فكان لتأسيس عبد الرحمن الناصر مدرسة ومكتبة علمية ضمّت نحو أربعمئة ألف مجلد، الأثر الأكبر لجعل قرطبة عاصمة العلم والحضارة في أوروبا والغرب، يؤمّها العلماء والطلاب من المشرق والمغرب، وتُعقد فيها حلقات العلم وتُجرى البحوث.

ولم يتوقف النشاط العلمي حتى بعد الانقسامات السياسية في الأندلس، لأن الملوك والأمراء أحاطوا العلماء والأطباء برعايتهم، وأتاحوا لهم الأجواء المناسبة لممارسة نشاطهم المهني والعلمي، وكان من نتائج هذه الحركة العلمية خلال هذه القرون في الأندلس إبراز أعلام في الطب تجاوزت شهرة بعضهم العلمية آفاق العالم الإسلامي إلى أوروبا المسيحية مثل الزهراوي، وأبناء بني زهر، وابن رافد، وابن طفيل، وابن رشد، والإدريسي، وابن ميمون، وابن الرومية، وابن البيطار، وغيرهم كثير.

ومن ملامح الانفتاح وتناقل العلوم، أنّ المسلمين لم يحتكروا علماً أو يحجروا على اختراع، بل كانوا ناقلين للعلوم من وإلى أصقاع العالم، فقد أدخل العرب المسلمون صناعة الورق إلى الأندلس نحو سنة 1150، ثم انتقلت إلى فرنسا وإيطاليا سنة 1170، ومن ثمّ انتشرت في باقي أجزاء أوروبا، وتأثير ذلك على انتشار الكتب والثقافة ثم الطباعة، أمرٌ بيّن.

أما حركة الترجمة فكان لها ما لغيرها من الازدهار، وبلغ الاهتمام بنقل آثار العرب إلى اللاتينية أوجه في عهد ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم (1252 – 1284م)، وجاء في كتاب "الطب والأطباء في الأندلس" لمحمد الخطابي أنّ طليطلة بلغت في عهده الذروة باعتبارها مدينة النور والعلم، كما أسس في مرسيه بعد تغلبه عليها مدرسة أسند إدارتها إلى عالِم مسلم أصله من هذه المدينة هو أبو بكر محمد بن أحمد الرقوطي المرسي الذي كان طبيباً مشاركاً في كثير من العلوم، وكان يُقرئ في هذه المدرسة أجناساً من الطلاب بألسنتهم، لأنه كان ماهراً في معرفة اللغات، وكان يجتمع عليه المسلمون واليهود والنصارى للأخذ عنه.

ومع النهضة العلمية، نشأت الجامعات لأول مرة في العالم الإسلامي قبل أوروبا بقرنين من الزمان، وقد أفردتُ مقالاً كاملاً في السابق للحديث عن الموضوع. وخُصصت مدن قرب الجامعات بشكل مجاني لسكن الغرباء ممكن كانوا يطلبون العلم في شتى المدن الإسلامية، ففي الجامعة الواحدة، اجتمعت أجناس عديدة من الأمم والشعوب، يجمعهم الإخاء والمساواة تحت مظلة الإسلام والعلم، ومن بينهم المغاربة والشوام والأكراد والأتراك وأهل الصين وبخارى وسمرقند، وحتى من مجاهل أفريقيا وآسيا وأوروبا.

وكان بعض الخلفاء والحكام يتنافسون في استقدام العلماء المشهورين من أنحاء العالم الإسلامي، ويمنحوهم الرواتب والمناصب، مع تسهيلات قصوى لأبحاثهم. وهذا من شأنه أن يساعد على سرعة انتشار العلم، وانتقال الحضارة الإسلامية بديار الإسلام، فظهور الحضارة كمفهوم إسلامي قد ترجم الرحمة التي بُعث بها الأنبياء على أرض الواقع.

وأيضاً، لا يخفى أن نمو الحضارة الإسلامية وتوسعها كان قائماً على أساس اقتصاد تُجارّها، على عكس المسيحيين والهنود والصينيين الذين بنوا مجتمعات زراعية. فقد نقل التجار بضائعهم وإيمانهم إلى الصين والهند (تحوي شبه القارة الهندية حالياً على أكثر من 450 مليون مسلم)، وجنوب آسيا التي يتواجد فيها قرابة 230 مليون مسلم، والممالك المتواجدة في شمال أفريقيا، وعادوا أيضاً باختراعات عظيمة.

وإن حاول كُثُر أن يطمسوا ما للمسلمين من أثر وفضلٍ على الحضارة العالمية، فإنّ المنصفين كُثُر بالمقابل، حتى من غير المسلمين، فالمستشرق روم لاندو في كتابه "الإسلام والعرب" قال: إذا حذفنا العرب من التاريخ، بقيت هناك فجوة هائلة في سلسلة الحضارة الإنسانية. ومن المسلّم به اليوم أنه لولا إنقاذ العرب لتراث الفكر الإغريقي وتطوير هذا التراث وتخليصه من الشوائب، ولولا تسامحهم المنقطع النظير في تلك العصور المتعصبة، ولولا تمجيدهم للعقل ومناداتهم بحرية الفكر والعقيدة، لتأخرت النهضة في أوروبا أجيالاً.

فهل ينصفنا الغرب ونظلم أنفسنا؟!

إنّ الراصد للخطاب العربي-الإسلامي المعاصر لا يجتهد ليكتشف أنَّ فيه كثيراً من الثغرات والعثرات في ما يرتبط بالتعاطي مع الآخر غير العربي أو غير المسلم، فيختفي التسامح والانفتاح، ويسود بدلاً منه التشدد والتزمّت والانغلاق، ويعلو خطاب التخوين والتكفير على خطاب العقل والمنطق، ويصبح كلُّ من ينادي بتقبّل الآخر وكأنه مُعادٍ للعرب والعروبة وللإسلام والمسلمين.

لم يكن أجدادنا العرب الذين نحاول دائماً استذكارهم والتشبه بهم والوقوف على أطلالهم، هكذا، بل على العكس تماماً، فقد واجهوا ما أتاهم من قبل بعقل منفتح، ومنحوا لمن أخذ عنهم من بعد بالعقل المنفتح ذاته، وإذا تحجج بعضهم اليوم بأن الزمن غير الزمن، فأنا أقول لهم إنَّ كلامهم صحيح.. فقد كان العرب في ذلك الوقت جزءاً حقيقياً وطرفاً وازناً في الصراع الحضاري، أما نحن اليوم فمتلقّون دون أن نقدِّم، ومتأثرون دون أن نؤثر، وما تمسُّكنا بالماضي إلا نتيجة لأننا لم نعد نمسك من ناصية الحاضر شيئاً، لذا، آن لنا أن نتمسك حقاً بالماضي، بالمُشرق منه، بالحضاري والمنفتح، القادر على استقطاب كل ما هو جيد من أي آخر، وتطويره وتحسينه وإعادة تكوينه، ومنحه على شكل حضارة ومعرفة للكل.

لقد ساعد التسامح والانفتاح الإسلامي في السابق على خلق شبكة متعددة من الثقافات، جذبت المثقفين المسلمين والمسيحيين واليهود، ما أتاح وجود أعظم فترة من الإبداع الفلسفي في العصور الوسطى، وذلك في الفترة من القرن الثامن وحتى الثالث عشر الميلادي، والأهم هو تركيز الحضارة الإسلامية على حرية الكلام.

لا أقول إننا اليوم لا نتعرّض لمواجهة كبرى، ولعوائق وعقبات شديدة وقاسية، وأعلم تماماً أنه من بين أبرز ثلاثين نزاعاً محتدماً في العالم؛ ثمانية وعشرون منها في العالم الإسلامي، وفي العقود الثلاثة الماضية مات من المسلمين أكثر من ثلاثة ملايين بالحروب. وقد يُقال "هل هذا هو المناخ الذي يمكن أن نوطّن فيه قيم التسامح التي أسست تاريخنا الغابر؟!". سأجيب بنعم، فالتسامح لا يكون وقت الأمن والرخاء، وما الفائدة منه حينها، بل تأتي أهميته من الحاجة إليه، ومن مصلحتنا فيه، واليوم، نحن بحاجة حقيقية لإعادة تقييم علاقتنا مع الآخر، ومراجعتها والعمل على تطويرها بمقتضى حاجاتنا، كما فعل العرب في الماضي.

على الجميع أن يدرك أهمية الخطاب الجمعي، كما الخطاب الرسمي السياسي والديني، في بناء علاقتنا مع الآخر، وفي عملية النهوض بالأُمّة أيضاً، فلا يُخلط ما بين المقدس وغير المقدس، والسياسي والعقائدي، فينبذ كل ما من شأنه أن يكون مخالفاً أو غريباً، وكأنهم بهذا يحافظون على العروبة والإسلام، لاهين وغافلين أن هذا هو السبب الأساس للتخلف، التقوقع واتهام الجديد الغريب بالكفر دون محاولة شرحه وتفسيره.

علينا دارسة تاريخنا، لا كمَنْ يريد أن يتجمّد فيه ويعود إلى الوراء، بل كمَنْ يريد أن يميّز صفوه من كدره، ويختار إيجابيّاته ويترك سلبيّاته، دراسة مَنْ يقرؤه قراءة واعية يتعرّف بها على سننه وقواعده الحاكمة على مسيرته، وأسباب ازدهار أسلافنا، وتخليد العالم بأسره لأسمائهم، لا بل باعتراف معظمهم ما كان لنا -سابقاً- من فضلٍ عظيم على مسيرة العلم والحضارة. فنحن عندما نعود إلى هذا التاريخ، فلأنه يمثِّل في صوره المشرقة ونماذجه الحيّة، جزءاً من هويّتنا، ومَنْ يتنكّر لهويّته فإنّه لا يحترم نفسه، وبالتالي، فلن يحترمه العالم وسيبقى على هامش الحياة. حتى عندما نستعيد المآسي والهزائم، علينا شرحها وتحليلها بموضوعية وعقلانية في سياق أخذ العبر والدروس منه، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾.

لن يعود لنا ما كان من عصور ذهبية إلا إذا استرجعنا أسباب وعوامل النجاح، فلا تشدُّد ولا تكفير لأيّ غريب، ولا تقوقُع بحجة تدنيس المقدس وتشويه التاريخ. فبلا حواضن فكرية حرة لا يستطيع مفكر أن يُجدّد، ولا عالم أن يُبدع، ودون دعمٍ جماعي على كافة الأصعدة لن يتقدم البحث والكتابة والإنتاج الفكري والثقافي، ومع الصناعي والاقتصادي، وسيبقى كلّ الجهد فردياً، ضئيلاً، لا يكاد يُرى أمام سيول المعرفة العالمية، المتوالدة بزخم كبير في ظل عصر التكنولوجيا الحديثة.

إنّ التاريخ -حسب كيسنجر- منجمٌ زاخرٌ بالحكمة التي قد تجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا. فإنْ نحن تتبّعنا تاريخنا بدقّة، وجدنا ضالة حاضرنا فيه، وربما السر لمستقبل يسوده الأمن والأمان والازدهار والتطور.

 

حسن إسميك

رئيس مجلس أمناء STRATEGIECS