سوريا في ظل الحرب الأوكرانية... بين سندان الانتصار ومطرقة الهزيمة

فعلها بوتين إذن... واجتاح أوكرانيا، وما تزال عمليته العسكرية مستمرة فيها، بكل قوة وإصرار، ودون اكتراث بكل ما يصدر عن الغرب من تهديد ووعيد "بارد وبطيء" مقارنة بسخونة الأحداث وتصاعدها.

الكاتب حسن إسميك
  • الناشر – النهار العربي
  • تاريخ النشر – ٠٨‏/٠٣‏/٢٠٢٢

فعلها بوتين إذن... واجتاح أوكرانيا، وما تزال عمليته العسكرية مستمرة فيها، بكل قوة وإصرار، ودون اكتراث بكل ما يصدر عن الغرب من تهديد ووعيد "بارد وبطيء" مقارنة بسخونة الأحداث وتصاعدها، ومن عقوبات اقتصادية تستهدف أفراداً ومؤسسات روسية حكومية وغيرها، لا بل تقول وزارة الدفاع الروسية أن أوامر قد تم توجيهها للقوات الروسية بشن هجوم واسع النطاق من كل الجهات في أوكرانيا.

فعلها بوتين في أوكرانيا مثلما فعلها في سوريا من قبل، وإذا ظن البعض أن الوضع في أوكرانيا مختلف من ناحية أن التدخل الروسي فيها يستهدف الدولة والحكومة، على العكس منه في سوريا حيث جاء لمساندة الدولة السورية في وجه أعدائها، إلا أن أوجه التشابه بين الحالتين، سواء من جهة الارتباط بالصراع الدولي، أو جهة شدة التأزم الداخلي، أو من جهة تفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين، أكثر بكثير من وجه الاختلاف العابر هذا.

أول وأهم أوجه التشابه بين الدولتين – سوريا وأوكرانيا- أن روسيا جعلت منهما ساحة لصراعها مع القوى الإقليمية، والعالمية أيضاً، بهدف إعادة تأكيد نفسها كقوة عظمى مرهوبة الجانب، وأنه ينبغي على الدول والقوى العالمية الأخرى أن تأخذ مخاوف موسكو وتوجساتها ومصالحها بعين الاعتبار، وعلى محمل الجد والأولوية. كذلك يتشابه الحال في الدولتين من ناحية مستوى التدخل الروسي وعلانيته الواضحة، فموسكو لم تكن خجولة أبداً، بالأمس في سوريا واليوم في أوكرانيا، تدخّلت في الأولى بمستويات عالية مباشرة عبر قواتها ومعداتها، وغير مباشرة عبر تسليم الجيش السوري معدات وبيعه نظماً عسكرية حديثة وتدريب قواته، واستمرت حتى تحقق هدفها الرئيس –وإن بصورة جزئية– فتم وقف كل العمليات العسكرية تقريباً على معظم الأرض السورية.

واليوم تجتاح القوات الروسية أوكرانيا بنفس مستوى الانخراط العالي، فتضرب على عدة جبهات وتدمر مطارات ومعسكرات وقواعد للقوات الأوكرانية، وأظن أن هذه العملية ستطول كثيراً، لكن في المقابل لن يتم إنهاؤها قبل أن تحقق روسيا كل ما تريده من أهداف بحسب تصريحات مسؤوليها الرسمية منذ بدء العملية العسكرية وحتى اليوم.

هذا هو "الخطر" الأكبر الذي يشكله أي تدخل روسي في أي مكان في العالم، سواء أكان لصالح حكومة ما أو ضدها، فلروسيا دائماً هدف استراتيجي يتجاوز العمليات العسكرية، والتي تشنها موسكو كمجرد أداة، تحصّل من خلالها نفوذاً وقوة ومكانة على الصعيد الدولي، لمواجهة الغرب الأوروبي إلى حد ما، والأميركي أولاً وأخيراً. وفي الحقيقة، فقد استطاعت روسيا أن تستفيد من حالة العجز شبه التام التي يبديها خصومها، والتردد الشديد في الإقدام على أية خطوة ذات معنى، هذا ما سمح للقيادة الروسية برفع حدة المواجهة إلى مستويات عالية في أوكرانيا اليوم.

ومع ذلك، قد لا تتمكن موسكو من حسم النهاية كما حسمت أمرها في البداية، وربما تترك الأمور معلقة في أوكرانيا مثلما هي متروكة اليوم في سوريا، فلا روسيا التي دعمت الحكومة السورية بكل الوسائل العسكرية واللوجستية والأمنية قادرة بمفردها على اتخاذ قرار لتسوية سياسية للأزمة السورية ولا أميركا المترددة -ومعها أوروبا- تهتم بالإسهام في حل الأزمة السورية والسماح بإعادة الإعمار، إذ يتمترس كل من الفريقين وراء الشروط والمطالب التي تصب في مصلحته، أو على الأقل تضر بمصالح وحسابات الطرف الآخر، وهكذا يأكل الزمن القضية السورية وسكّانها، وكلما طال الوقت واستمرت الأزمة السورية ازدادت معاناة الشعب السوري، الأمر الذي سيدفع بالكثير من السوريين إلى هجرة سوريا وتكرار تجربة زوارق الموت ثانية.

في أوكرانيا بالمقابل... بدأ الحديث عن إعادة إعمار بالتزامن مع التعامل مع موجات اللجوء المتصاعد، حيث أن عدد اللاجئين الأوكرانيين تجاوز المليون، ومع أن أوروبا أعلنت في أكثر من دولة استعدادها للتعامل مع هذا الملف بأقصى طاقاتها، إلا أن ذلك -وكما جرت العادة- لن يخفف كثيراً مما سيعانيه شعب لا ناقة له ولا جمل في الصراع الدولي المستفحل.

احتمالات ضبابية وسيناريوهات متعددة

إضافة لما وضحته أعلاه، فإن الأخطر على سوريا يتأتّى من أن سيرورة تصعيد الأحداث التي نشهدها في أوكرانيا توحي بأن التصعيد في سوريا آت أيضاً ولا بد منه، سواء حققت روسيا أهدافها في أوكرانيا أم لم تحققها، سواء خرجت قوية منتصرة أم منيت بهزيمة كبيرة. إذ يكشف تطور التداعيات العالمية للملف الأوكراني أن الانتصار الروسي لن يكون سهلاً في حال حدوثه، بل سيكون قد حتّم على موسكو بأن تركز جهودها على حدودها بشكل مضاعف، وليس مستبعداً أبداً أن يسعى الغرب للضغط حثيثاً حينها لإخراج روسيا من سوريا كمقدمة لإنهاء نفوذها في الشرق الأوسط، وبذلك فإن انتصاراً هنا وهزيمة هناك لن تحقق لبوتين انتصاراً كاملاً.

أما في حال هزيمة روسيا في أوكرانيا، فعلى الرغم من أنه لا يمكن حتى الآن التنبؤ جدياً بتحققها، ناهيك عن إمكانية توقع الشكل الذي ستكون عليه هذه الهزيمة، لكن مجرد خروج روسيا من أوكرانيا دون تحقيق ما أعلنته من أهداف سيكسر شوكة قوتها الصاعدة عالمياً، وسيغري الغرب بالإقدام على الإمعان في معاقبتها عبر مواجهتها في سوريا بعد أن تكون القوات الروسية المتواجدة فيها قد أصبحت مجرد فلول لانكسار مشروع روسيا في البر الأوروبي.

أما بالنسبة لثالث الاحتمالات، أي وقوع العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في معضلة الزمن المفتوح وعدم قدرة موسكو على الحسم، فأغلب الظن أن تتطور الأمور في هذه الحالة إلى صدام عسكري بينها وبين الغرب، صدام سيكون مفتوحاً على احتمالات عدة أيضاً، وسيكون مُتوقعاً في سوريا أكثر منه في أوكرانيا. ويأتي هذا التخمين في ظل الاعتبارات التي تدفع الولايات المتحدة -وخلفها الناتو- لتتوخى الحذر من الصدام المباشر مع روسيا في أوكرانيا على اعتبار أن الأخيرة خط أحمر روسي بسبب قربها الجغرافي من روسيا، كما تعتبرها موسكو في المقابل عمقاً استراتيجياً ومجالاً حيوياً لها، ولذلك ليس مستبعداً أن تحط المواجهة رحالها في سوريا، حيث تتواجد فيها قوات الطرفين، خاصة مع القرار الدولي /2254/ وتفسيراته المتباينة، والتي يمكن للروس أو للأميركيين أن يستخدموها على هواهم.

ويبدو أن الروس قد أعدوا عدتهم لكل هذه الاحتمالات رغم الثقة التي يُظهرونها بتحقيق مرادهم، ويشير إلى ذلك ما ورد في تقرير لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، من أن انعكاسات الأزمة الأوكرانية ربما تظهر في سوريا، حيث تتواجد قوات عسكرية لكل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اتهم القوات الروسية المتواجدة في سوريا، بخرق بروتوكولات التفاهم بين الجانبين، تلك البروتوكولات التي جهدت موسكو وواشنطن في وضعها والاتفاق عليها لمنع حدوث أي مواجهة بينهما على الأراضي السورية. ومع أن اختراقاً خفيفاً لهذه البروتوكولات يمكن أن يحدث من قبل الطرفين بين فينة وأخرى ثم سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها، إلا أن الموقف العالمي الآن شديد الحرج لدرجة تستدعي التوقف ملياً عند هذا التصريح الأمريكي.

وفي السياق ذاته، رأى البعض في زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لدمشق، والتي تزامنت مع بدء ارتفاع مستوى التصعيد في أوكرانيا، رسالة تحذير أرادت روسيا إيصالها للولايات المتحدة وحلف الناتو مفادها أن موسكو لن تتردد في استخدم منشآتها الاستراتيجية في سوريا، إذا ما حدثت مواجهة عسكرية مع حلف شمال الأطلسي.

تؤكد هذه المعطيات إذن أن اشتعال المعركة الرئيسية في أوكرانيا لا يلغي أن تكون المعركة الاحتياطية في سوريا عندما يضطر الطرفان -الروس أو الغرب وأميركا تحديداً- إلى اللجوء إليها، أحدهما أو كلاهما. وسيكون من غير المستبعد أيضاً أن يتجاوز التصعيد هناك القوتين الروسية والأميركية، فصراعاتهما المتعددة والمعقّدة قد تشمل أيضاً إيران وتركيا وإسرائيل وأوروبا، ولا تُستثنى من ذلك عودة التصعيد بين الحكومة السورية والمعارضة سواء من جهة التشكيلات الجهادية المدعومة من تركيا في الشمال الغربي من البلاد، أو من جهة القوات الكردية المدعومة من أميركا في الشمال والشمال الشرقي. والثابت الوحيد في كل ذلك أن سوريا ستكون المتضرر الأكبر في ظل جميع هذه الاحتمالات.

أما على المستوى ما دون العسكري، قد نشهد فرض المزيد من العقوبات على سوريا، بعد أن شعرنا ببعض التفاؤل حيال إزالة بعضها والتساهل، أو التغافل، عن تطبيقها، الأمر الذي يعني مزيداً من تفاقم الأزمة الإنسانية، وإمعاناً محتملاً في تدهور الوضع المأسوي الذي يعيشه غالبية الشعب السوري في ظل حالة من الموت الجماعي البطيء نتيجة المعاناة على كافة المستويات، وغياب الخدمات الأساسية، وازدياد مستوى الفقر وغلاء أسعار المواد الأساسية.

ولكن حتى لو فرضنا انشغال العالم عن عقوبات جديدة على دمشق، فقد كان لمجرد اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا أثراً عالمياً مباشراً على الملفات الاقتصادية المهمة بالنسبة لمصادر الطاقة والغذاء، وسيكون من الطبيعي ازدياد هذه التأثيرات مع استمرار رحى المعارك، وستكون سوريا أكبر متضرر منها على الإطلاق، حيث ستؤدي لكوارث أشد على السوريين في الأمن الغذائي والصحي وموارد الطاقة في ظل وصول أزمتهم المعيشية لمستويات غير مسبوقة خلال العامين الماضيين.

أوكرانيا وسوريا.. ساحتان محليتان لحروب دولية

لقد اتّبعت روسيا ومنذ قرار بوتين التدخل في سوريا 2015 سياسة الخطوات المدروسة والتوفيق بين الحرب والدبلوماسية، فشاركت قواته في تعقّب التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، وفي استعادة الدولة لجزء كبير من أراضيها، وفي تحقيق مستويات نسبية من الهدوء في بعض الأماكن، سواء عن طريق "التدخّل العسكري" أو عن طريق "المصالحات"، ولا يمكن إلا أن نقول إن الوضع في سوريا قبل التدخل الروسي ليس على الإطلاق كما هو بعده، خاصة مع توقف العمليات في مناطق عدة، وتحديداً في المدن الرئيسة وضواحيها، مثل دمشق وحلب على سبيل المثال لا الحصر. فكان لذلك أثره الإيجابي على الاستقرار الأمني الذي شهدته سوريا في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك فالمشكلة ليست هنا، ولا يتوقف حلّها على ما نجح الروس في إنجازه في سوريا حتى الآن، إذ إن العبرة تبقى في الخواتيم، وأنصاف الحلول في ملفات كالملف السوري، تعني أن احتمالات التصعيد لم تنته بعد، وأن سيناريوهات التأزم قد تتحقق في أية لحظة، فالجمر باق تحت الرماد وقد يعود للاشتعال بفعل أي عامل محلياً كان أم دولياً. ومما يزيد من وتيرة القلق هنا عدم القدرة على التنبؤ بالسلوك الروسي، ومدى اهتمام موسكو ونيتها الذهاب بعيداً في الشأن السوري، وهل تمتلك رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة وقابلة للتطبيق، وقادرة على وضع حد لهذه الأزمة التي طالت كثيراً؟! حتى لو كانت الإجابة نعم، فما المصير الذي ينتظر هذه الرؤية في ظل الحرب الجديدة التي تخوضها موسكو؟

لذلك... يبقى السيناريو الأخطر على الساحة السورية مرتبطاً بتمسك موسكو بأوراق "قوتها" في سوريا، حيث يُتاح لها نظرياً مواجهة الوجود والنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط كله، وبعيداً عن أراضيها في الوقت ذاته، ما سيزيد من نقاط ظهورها بمظهر المنافس القوي والوازن لأميركا في المنطقة، ولأوروبا في البحر المتوسط. وهذا يعني أن إطالة أمد التأزم القائم في سوريا -المنهكة أصلاً- لا يضر بمصالح روسيا، بل يخدمها.

والمشكلة ليست في الوجود الروسي بحد ذاته، فلكل دولة الحق في اختيار حلفائها وتحديد من يستطيع أن ينشأ قواعد ومعسكرات على أرضها، غير أن وجود روسيا ضمن هذه الاستراتيجية لن ينعكس إيجاباً على الداخل السوري، حيث لن يضع حداً للتغول الإيراني فيه، ولا  للتهديد المباشر الذي يشكله على إسرائيل، ولا يمنع الأخيرة في الوقت نفسه من توجيه ضربات صاروخية جوية متكررة لمواقع عسكرية سورية، بحجة استهدافها لأرتال أو لمنشآت أو لأفراد إيرانيين. وخلاصة ذلك كله أن المناطق الحيوية السورية ستظل في خطر، إيراني- إسرائيلي، يضاف إلى كل المشكلات التي تعانيها البلاد ويزيد من تعقيد أزمتها المعقدة أصلا.

بالنسبة للشعوب.. كل الحروب ظالمة

سوريا وأوكرانيا تتشاركان النكبة ذاتها، نكبة التردد الغربي وسوء التقدير والاستهتار بردَّات الفعل الروسي، وعندما أتحدث عن هذا التردد لا أعني بأية حال من الأحوال المواجهة العسكرية مع موسكو، فأنا مناصر للسلام وللحلول السلمية في كل مكان على هذا الكوكب، بل ما أعنيه هو الدعوة للتفاوض، ووضع كل الحلول الممكنة على الطاولة، والبحث من خلال الحوار عن حلول جديدة تناسب الجميع، لقد كان الغربيون –والأميركيون تحديداً– غير جادين حيال سوريا، وخاصة في العامين الماضيين اللذَين شهدا مبادرات عربية واعدة لحلحلة الأمور فيها وإنهاء أزمتها، لكن إرادة أميركا لم تتوجه بعد إلى حسم ذلك الملف. وفي أوكرانيا أيضاً، لم يعمد الغربيون إلى التصريح الواضح بأي تطمينات أو تأكيدات بأنهم لن يضموا أوكرانيا إلى الناتو، مع أنه من المستحيل أن يفعلوا ذلك، إذ لا أحد بحاجة إلى إثارة الدب الروسي ودفعه إلى ما يفوق أنشطته في أوكرانيا اليوم خطورة. كذلك لم يعمدوا إلى حوار شامل قد ينتهي ربما بانضمام روسيا نفسها إلى الناتو، فينهي الأزمة الأوكرانية ويغلق الباب للأبد أمام أية أزمات أوراسية مقبلة.

لا يجب على الغرب أن يرفع عن نفسه المسؤولية،  ويقدم النوايا الحسنة فقط، ثم لا يردف دعواه ونواياه بالأفعال التي تؤكد ذلك وتدعمه، فمثلما الصراخ اليوم في أوكرانيا، الألم هناك أيضاً في سوريا، ومثلما روسيا مسؤولة، أميركا مسؤولة أيضاً، الأولى بسبب تسرعها بالحلول العسكرية، والثانية بسبب تلكُئها عن الحلول الدبلوماسية. وكما قلت أعلاه... ليس من المستبعد أن يؤدي اشتداد المواجهات على الجبهة الأوكرانية إلى تصعيد جديد على الساحة السورية، خاصة وأن نوايا التصعيد بين الطرفين، الروسي والغربي، في الأزمة الأوكرانية هي الأعلى حتى الآن من أية نوايا آخرى، إلا أن حرف المسار قليلاً نحو التهدئة والتفاوض والجلوس للحوار بين موسكو والغرب، والقبول المبدئي بتنازلات متبادلة مقابل مكاسب مشتركة، يمكن أن ينعكس إيجاباً على الأوكرانيين.. والسوريين أيضاً. فهل يمكن أن يتحقق هذا الأمر؟ آمل ذلك!

حسن إسميك

رئيس مجلس أمناء STRATEGIECS