ألكسندر دوغين والمنظومة "الأوراسية": الفلسفة والاستراتيجية

تتناول الورقة محاولة اغتيال الفيلسوف السياسي الروسي ألكسندر دوغين، وتسعى لتحليل الأسباب الكامنة وراء تلك المحاولة، في ضوء قراءة منظومة دوغين الفلسفية والاستراتيجية، ودورها في توجيه السياسات الروسية.

الكاتب ستراتيجيكس
  • تاريخ النشر – ٠٨‏/٠٩‏/٢٠٢٢

مقدمة

أثارت محاولة اغتيال الفيلسوف السياسي الروسي ألكسندر دوغين (60 عاماً) في الحادي والعشرين من أغسطس 2022، والتي انتهت بمقتل ابنته داريا دوغينا (29 عاماً) الناشطة في الحركة الأوراسية الدولية التي يرأسها والدها؛ الكثير من التساؤلات والتحليلات حول الجهة أو الجهات المسؤولة عن محاولة الاغتيال، والأسباب الكامنة وراء تلك المحاولة، وهما قضيتان لا تنفصلان.

فألكسندر دوغين فيلسوف سياسي ومفكر استراتيجي وعالم اجتماع ذو مكانة مركزية في روسيا الاتحادية وسياساتها الاستراتيجية، لدرجة وصفه بـ "عقل بوتين" و "راسبوتين بوتين" و "الفيلسوف الأخطر في العالم"، ورغم أن السلطات الأمنية الروسية خلصت بعد 24 ساعة من العملية إلى أن "الخدمات الخاصة الأوكرانية" مسؤولة عن محاولة اغتيال دوغين ومقتل ابنته داريا ، إلا أنّ ذلك الإعلان لا ينفي احتمالات تورط جهات أخرى، بالشراكة أو التعاون أو التسهيل، ذلك أنّ التخلص من دوغين يشكل مصلحة مشتركة للكثير من الأطراف بالإضافة إلى الحكومة الأوكرانية.

من هنا يقود سؤال الجهات المسؤولة عن محاولة الاغتيال إلى السؤال الأكثر أهمية، حول الأسباب الكامنة وراء تلك المحاولة، وهو الأمر الذي تفسره قراءة "عقل" دوغين ومنظومة أفكاره الفلسفية السياسية والاجتماعية في أبعادها الاستراتيجية، ودور تلك المنظومة في توجيه السياسات الروسية ومشاريعها الاستراتيجية، والتي تتركز في أربعة كتب لدوغين، هي: أسس الجيوبولتيكا: مستقبل روسيا الجيوبولتيكي، والنظرية السياسية الرابعة، والخلاص من الغرب "الأوراسية": الحضارات الأرضية مقابل الحضارات البحرية والأطلسية، والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

دوغين-in-11.jpg

أهم محاور منظومة دوغين الفلسفية والاستراتيجية تتمثل في النظرية السياسية الرابعة، والاتحاد الأوراسي، وهما محوران فلسفيان تأسست عليهما سياسات استراتيجية ومواقف سياسية روسية تجاه العديد من القضايا، كالنظام الدولي الأحادي، وحلف الناتو، والعالم الإسلامي، وأوكرانيا، والصين، وإسرائيل، وسوريا، وإيران، وغيرها.

النظرية السياسية الرابعة

تعتبر النظرية السياسية الرابعة حجر الأساس في فلسفة ألكسندر دوغين السياسية، وتضمنها كتابه الذي حمل نفس العنوان، والذي صدر في العام 2009، والتي تقوم على نقد المشروع الحداثي الغربي في العموم، وعلى نقد الأيديولوجيات الثلاثة الكبرى في الخصوص، وهي الليبرالية، والشيوعية، والفاشية.

أولا، الأيديولوجية الليبرالية الرأسمالية؛ والتي تراجعت في نظر دوغين بسبب تفكيكها للمرجعيات الإنسانية العقلانية، حيث تقوم على قيم زائفة كان من نتائجها ضياع الإنسان واغترابه وعيشه في عالم من الأوهام، وأضحى "المواطن" في المجتمعات الليبرالية الرأسمالية عبداً للسلع والأسواق، وسادت اللامساواة والاستبداد في تلك المجتمعات التي تصف نفسها ب "الديمقراطية"، مُحطمة سرديات الليبرالية الكبرى حول العقلانية والتقدم والمساواة.

وفي نقد دوغين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة المشروع الليبرالي الرأسمالي الاحتكاري، وتعمل على فرض معاييره من خلال العولمة، حيث يشير دوغين في كتاب (النظرية السياسية الرابعة) إلى اتفاق "ما تقوم عليه الليبرالية من الفردية، وأنّ الإنسان معيار كل شيء، مع سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها مرجعاً للنظام العالمي".

ثانيا، الأيدولوجية الشيوعية باتجاهاتها الثلاثة (اليسار القديم، والشيوعية القومية، واليسار الجديد)؛ وهي أيديولوجية يراها دوغين "دوغمائية مأزومة"، ولا تمتلك مشروع ثوري لتغيير المستقبل، بل انحدرت لذات المطالب التي تنادي بها الأيديولوجية الليبرالية (الحريات والحقوق، زيادة مساحات التمثيل،.. الخ).

ثالثا، الأيديولوجية الفاشية (وتشمل النازية)؛ والتي وفقا لدوغين هي أيديولوجية ذات "نزعة دولاتية" لا علاقة لها بالاشتراكية، وعملت على حشد المكونات الاجتماعية وتعبئتها بطرق قمعية لصالح أجهزة الدولة في إيطاليا موسوليني وألمانيا هتلر. 

وبينما ينقد دوغين الأيديولوجيات الثلاث، فإنه يستند في الأساس التحليلي النظري لنظريته الرابعة على الآنية أو الدازاين (Dasein) الذي اشتقه الفيلسوف الألماني الوجودي مارتن هيدجر، باعتباره مفهوماً فلسفياً يؤسس لعالم متعدد وأخلاقي تحترم فيه التقاليد والعائلة والأديان بعيداً عن تسلّط المركزية الغربية وقيمها الليبرالية. وبذلك يستبعد دوغين كل من الفرد الذي يُمثل الأساس النظري للأيديولوجيا الليبرالية، والطبقة كما هو الحال في الأيديولوجية الشيوعية، والأمة كما هو الحال في الفاشية.

وتأسيساً على نقده للأيدولوجيات الثلاثة طرح دوغين نظريته الرابعة ذات النزعة "المحافظة الثورية" كما وصفها، محافظة في التزامها بالقيم الإنسانية والأسرية، وثورية في مشروعها لبناء مستقبل مختلف كلياً، والتي تنادي بعالم جديد تعددي وأخلاقي بعيداً عن قيم المركزية الغربية، وهو عالم ممكن التحقق بقيادة روسية تجسّد السيادة الجيوسياسية لقوى القارة الأوراسية وحضاراتها الكبرى، وتحديداً روسيا، والصين، وإيران، والهند، في مواجهة القوى الأطلسية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.

الاتحاد الأوراسي

إن الرؤية الفلسفية التي جسدتها نظرية دوغين السياسية الرابعة متأثرة بشكل واضح بمنظومة القيم المسيحية الأرثوذوكسية وفلسفة مارتن هيدجر الوجودية أسست لمشروع الاتحاد الأوراسي كرؤية جيوسياسية لدى ألكسندر دوغين، وهو مشروع يبدأ بـ "تأسيس إمبراطورية روسية قادرة على مواجهة التحدي الأمريكي" كما يكتب دوغين، ليغطي تأثيرها مساحات الاتحاد السوفييتي السابق، دامجاً أراضيه مع الكتلة الأوراسية إلى جانب أوروبا الشرقية ومنشوريا والقطاع الأرثوذوكسي في البلقان وصولاً إلى شواطئ المحيط الهندي.

رؤية دوغين الأوراسية ليست منفصلة عن مفهوم "التعددية الحضارية" لديه، وهي التعددية التي تأسس عليها رفضه للنظام الدولي أحادي القطب الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم دعوته لـ "التعددية القطبية" في النظام الدولي، لذلك يؤكد دوغين "أنّ روسيا تعيد تأكيد نفسها ليس على أنها القطب الثاني في نظام ثنائي القطب، ولكن كواحد من الأقطاب القليلة في سياق نظام متعدد الأقطاب تقف فيه روسيا مع الصين كطرفين يشكّلان مع الغرب شيئاً يشبه النظام ثلاثي الأقطاب"، مع احتمالات بروز أقطاب أخرى مكتفية ذاتياً في المستقبل، كالعالم الإسلامي، والهند، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية.

الرؤية الأوراسية التي نادى بها دوغين وجدت صداها لدى رأس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، صديق دوغين المقرب، خاصة من حيث مكانة الجيوسياسة الأوراسية في سياساته الاستراتيجية، وهي المكانة التي دفعته لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، وممارسة التدخل الفعلي على مساحات الاتحاد السوفيتي السابق، بدءاً من جورجيا، وانتهاءً بأوكرانيا، كما تنادي نظرية دوغين تماماً.

سياسات استراتيجية ومواقف سياسية

المحوران الأساسيان في فلسفة ألكسندر دوغين (النظرية السياسية الرابعة والاتحاد الأوراسي) ساهما في صناعة سياسات استراتيجية ومواقف سياسية لروسيا الاتحادية تجاه العديد من القضايا، كالنظام الدولي الأحادي، وحلف الناتو، والعالم الإسلامي، وأوكرانيا، والصين، وإسرائيل، وسوريا، وإيران، وغيرها، وهي المساهمة التي قد تفسر الأسباب الكامنة وراء محاولة اغتياله إلى كبير.

فالنظام الدولي الأحادي الذي تتفرد بزعامته الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من أزمة تدفع البشرية كلها ثمناً لها، وتفرض تكّون نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، ورغم انتهاء حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق إلا أن الصراع استمر لكن بشكل آخر، لتحل الجغرافيا السياسية محل الأيديولوجيا في الصراع بين القطبين كما ينظّر دوغين.

أما حلف شمال الأطلسي "الناتو" فهو الخصم الحقيقي لمشروع الاتحاد الأوراسي، حيث لم ينته ذلك الحلف بانتهاء الحرب الباردة، بل استمر في دوره كأداة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة دوله الأعضاء في صراعهم الجديد ضد روسيا وما تمثله من طموحات أوراسية، بالإضافة إلى دور دول حلف الناتو الغنية في فرض رؤيتها للعولمة بوصفها شكلاً من أشكال "الاستعمار الجديد" لدول الجنوب الفقيرة.

وتحتل الحالة الأوكرانية مساحة مهمة في مشروع دوغين الجيوسياسي، حيث أنّ "أوكرانيا كدولة ليس لها معنى جيوسياسي" كما أشار في كتابه "أسس الجيوبولتيكا"، داعياً روسيا لاستيعابها بالكامل تقريباً، مستخدماً اسم روسيا الجديدة (نوفوروسيا) في الإشارة إليها، مؤكداً بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا أنّ ذلك التدخل "ليس حرباً على الشعب الأوكراني ولا على الدولة، ولكنّه حرب على الدمى الغربية التي تحاول السيطرة على العالم، وعلى النازيين الجدد الذين انقلبوا على إرادة الشعب الأوكراني في 2014".

1-(5)مشهد-من-الحرب-الروسية.jpg

مواقف دوغين من سوريا لا تقل أهمية، سواء من حيث اعتبارها الجيوسياسي بوصفها خط الدفاع الخارجي الأول عن روسيا، أو من حيث رفضه الشديد للتدخل الأمريكي وما يمثله في الأزمة السورية، أو من حيث موقفه من تنظيم "داعش" الإرهابي بوصفه أداة استخبارية أمريكية مهددة للأمن القومي الروسي، أو من حيث تحذيره من احتمالات الانهيار الشاملة في حالة دخول سوريا في فوضى وفراغ سياسيين، ودعوته لحل الأزمة السورية من داخل سوريا ذاتها.

ويحظى العالم الإسلامي بمكانة مهمة في تفكير ألكسندر دوغين، فهذا العالم، إلى جانب روسيا والصين والهند، قوة جيوساسية حضارية أساسية في قارة أوراسيا، وهو عالم تأسس كبقية حضارات أوراسيا، على منظومة قيم لا تتوافق مع منظومة القيم الغربية الليبرالية، ومن حقه العيش في ضوء قيمه الخاصة، ومن مصلحة العالم الإسلامي التعاون مع روسيا والصين في مواجهة الغرب الليبرالي، لكنّ للعالم الإسلامي الشيعي الذي تمثله إيران مكانة خاصة لدى دوغين بحكم مواقف إيران المناهضة للعولمة الأمريكية، على خلاف العالم الإسلامي السني الأقرب لتلك العولمة، كما هو الحال في تركيا، ومن هنا كانت دعوة دوغين لضرورة التحالف الروسي الإيراني.

أما فيما يتعلق بإسرائيل والصهيونية، ورغم التباس بعض مواقف دوغين منهما، إلا أنه يتبنى رؤية الجماعات الدينية اليهودية الأرثوذوكسية المعادية للصهيونية وإقامة دولة إسرائيل كجماعة (ناطوري كارتا)، كما يقدّم نقداً لاذعاً لمواقف اليهود المقيمين خارج إسرائيل من قضايا حقوق الإنسان، حيث يدّعون مناصرتهم لتلك الحقوق في العالم إلا في حالة تعلّق الأمر بحقوق "الإنسان الفلسطيني" تنقلب مواقفهم إلى النقيض، ويدعو إلى "عدم النظر لإسرائيل كدولة ديمقراطية غربية" والانتباه أنّها تستغل هذه الصورة لتبرير سياساتها، خاصة أمام الغرب.

ليس مجرّد منظّر

من أجل التقدم خطوة أخرى في محاولة فهم الأسباب التي تقف وراء محاولة اغتيال ألكسندر دوغين، من المهم النظر إليه، وإلى رؤيته الفلسفية ومشروعه الأوراسي الجيوسياسي وما انبثق عنه من مواقف نظرة أخرى تتجاوز كونه مجرّد "فيلسوف أو منظّر"، حيث ثمّة العديد من "الفلاسفة والمنظّرين" ممكن يلتقون مع دوغين "نظرياً"، بل قد يتفوقون عليه في مواقفهم المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.

لكن دوغين خلافاً عنهم يُعد "مفكّر دولة" استراتيجي يساهم في صنع سياسات دولة كبرى ذات طموحات إمبراطورية، ويتم اعتماد كتابه "أسس الجيوبولتيكا" كجزء أساسي من المنهاج في أكاديمية هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، وهو الأمر الذي بدأ مبكراً من خلال انضمامه للمعارضة الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ومشاركته في الانتفاضة الشعبية التي ساهمت في إسقاط الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتس، وإعلان تأييده للرئيس فلاديمير بوتين من اللحظات الأولى لتسلمه السلطة، ليشغل بعدها عدة مناصب حساسة في الدولة: مستشاراً سياسياً وعسكرياً للكرملين، ومستشاراً لرئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف، وعضواً فاعلاً في حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، بالإضافة إلى علاقته المتينة بالرئيس بوتين ذاته.

كما أنّ وفاء دوغين لرؤيته الأوراسية تحوّل مبكراً إلى برنامج عمل سياسي على الأرض، حيث قام بتأسيس (الحركة الأوراسية الدولية) في العام 2001، والتي كانت ابنته داريا دوغينا ناشطة فيها، وهي الحركة الداعية إلى "خلق الناموس الرابع للأرض الذي يجب أن يختلف بشكل جذري عن النموذج القائم على ديكتاتورية الأيديولوجية الليبرالية، والذي ينتج لنا منظومة أحادية القطب"، كما قام بتأسيس (حزب أوراسيا الروسي) في العام 2002، وتم وصفه من قبل الدوائر الغربية بالعقل المدبر وراء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتم على إثر ذلك إدراج الولايات المتحدة الأمريكية لاسمه في قائمة العقوبات في العام 2014، كما كانت ابنته داريا على قائمة العقوبات البريطانية تحت ذريعة "نشرها أخباراً كاذبة عن الحرب الروسية على أوكرانيا".

يضاف إلى كل ذلك مكانة أوكرانيا في رؤية دوغين الجيوسياسية، ودور تلك المكانة في التأثير على سياسات روسيا تجاه أوكرانيا، وهي السياسات التي انتهت بالعمليات العسكرية الروسية فيها في الرابع والعشرين من فبراير 2022، فأوكرانيا مثلها مثل جزيرة القرم، لم تكن موجودة قط كدولة، وهي تتكون من أقاليم وشعوب غير متجانسة كلياً، وكان دوغين قد نشر مقالاً مطولاً في الثاني والعشرين من ديسمبر 2021 بعنوان "أوكرانيا في لعبة الغرب الكبرى" اختتمه بالقول:

عندما كانت موسكو ضعيفة ومحكومة إمّا من قبل الحمقى أو العملاء المباشرين للنفوذ الغربي، خسرت روسيا أوكرانيا، التي وقعت في أيدي السياسيين القوميين المتطرفين الذين اختارهم الغرب فوراً، وعندما بدأ بوتين في استعادة سيادة روسيا وقوتها كقوة عظمى، ظهرت القضايا الأوكرانية في المقدمة. كان زبيغنيو بريجنسكي مقتنعاً أنه من دون أوكرانيا، لا يمكن لروسيا أن تصبح قطباً سيادياً لعالم متعدد الأقطاب، كان ليكون محقاً في ذلك، لقد حددت روسيا اليوم مساراً ثابتاً لتصبح مثل هذا القطب 

في ضوء كل ما سبق؛ يمكن فهم الأسباب الحقيقية لمحاولة اغتيال ألكسندر دوغين، لرؤيته التي تحولت إلى سياسات تقودها دولة عظمى تعيد صناعة الجغرافيا السياسية، ليس في قارة أوراسيا فحسب، بل في سائر أنحاء المعمورة.

ستراتيجيكس

فريق تحليل السياسات